ما هى لغة الجسد؟

    الكاتب: Unknown القسم:
    تصنيف


    من المؤكد أن لغة الجسد ليست ظاهرة جديدة. فالناس يعرفونها جيداً ويستخدمونها منذ قديم الأزل. فقبل أن يعرف الناس استخدام اللغة كوسيلة من وسائل التواصل، استخدموا لغة الجسد للتعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم التي يعرفها جميع الناس فمبحث إشارات الجسم أو لغة الجسد تصف تفاعل الناس مع بعضهم البعض التي تخرج على نطاق استخدام الكلمات المكتوبة والملفوظة.

    وهنا التعريف الشامل يتضمن كل شيء بدءاً من رفع حاجب العين حتى الإشارات المعقدة التي يستخدمها الصم والبكم للتواصل فيما بينهم.

    إن بعض الإشارات غير اللفظية تتطابق على مستوى العالم. فوجود كرسي على رأس الطاولة يعني على مر العصور جلوس القائد أو الرئيس عليه. أما في الآونة الأخيرة فقد أصبح هذا المكان يعني جلوس ضيف الشرف عليه. أما في عهد الملك "آرثر" فقد تم استحداث الطاولة المستديرة للدليل على الديمقراطية من خلال استبعاد رمز القائد. وهناك أيضاً رفع اليدين أعلى الرأس للإشارة إلى الاستسلام والخضوع.

    إن بعض الإشارات تعبر بشكل أفضل من أي كلمات. حاول أن تستحضر صورة إنسان يصفع نفسه على جيينه، قد ترتبط هذه الصورة بصوت مسموع. ألا تعرف أن هذه الحركة تعنى أنه تذكر أمراً كان قد نسيه وكان المفترض عليه أن يقوم به؟ فهذه الحركة تتضمن تأنيبه لنفسه لسهوه.

    وهناك إشارات أخرى معروفة أيضاَ منها رفع القبعة والتصافح بالأيدي وهز الكتفين تعبيراً عن اللامبالاة والتلويح باليدين وإرسال القبلات.

    إن سبل التواصل غير اللفظية (أي بلغة الجسد). يتم ترجمتها في الحال. وقد أثبتت الأبحاث أن التعرض لموقف في غضون 1/24 من الثانية (الوقت اللازم لعرض لقطة من فيلم) يفهم الناس ما يعنيه هذا الموقف. وعند وصول الوقت إلى 3/24 من الثانية يزيد الفهم لحد كبير ويزداد الفهم لأكثر من ثانية واحدة من التعرض للموقف.

    إن القدرة على فهم لغة الجسد لا ترتبط بمعدل الذكاء (IQ) أو القدرة على اجتياز الاختبارات أو الدرجات التي يحصلها الطلاب في المدارس. فالناس يطورون من قدرتهم على فهم لغة الجسد. فعادة ما يحرز الأشخاص درجات أعلى في اختبارات القدرة على فهم لغة الجسد في الاختبارات التالية مقارنة بمحاولاتهم الأولى لفهمها.

    وهناك العديد من الدورات التدريبية والحلقات الدراسية التي تدرس كيفية الكتابة والتحدث بشكل أفضل، إلا أن هناك عدداً قليلاً من الدورات التي تدرس دراسة التواصل غير اللفظي ولغة الجسد، وهنا الجزء سوف يكون بمثابة دليل إرشادي لتطوي رفهم أعمق لأساليب التواصل غير اللفظية.

    لقد شكك "سيجموند فرويد"، وهو من أوائل من آمنوا بأهمية لغة الجسد، بالكلمات المنطوقة، وركز في أغلب دراساته على الافتراض القائل بأن الكلمات تخفي أكثر مما تظهر. وقد آمن "فرويد" كغيره من الباحثين في يومنا هذا أنه على الرغم من أنه لا يمكننا الاعتماد على حقيقة الكلمات، فإن السلوك غير اللفظي يعكس الحقيقة بشكل أفضل.
    يعبر الناس عن عواطفهم التي يعونها والتي لا يعونها والرغبات والمواقف من خلال المباحث التي تدرس إشارات الجسم. فلغة الجسد التي تحفزها الاحتياجات اللاواعية للتعبير عن المشاعر الداخلية يمكن الوثوق فيها بشكل أكبر من سبل التواصل اللفظية التي قد تناقض العديد منها التعبيرات اللفظية. إن لغة الجسد هي متنفس للتعبير عن المشاعر ويمكنها أن تعكس كل ما يحاول الشخص إخفاءه وراء الكلمات وذلك بالنسبة للملاحظ الماهر، فبالنسبة للملاحظ الماهر تعبر لغة الجسد التي يستخدمها كل إنسان عن مدى صدقه لما يقول.

    في المؤسسات يعد توصيل الأفكار من الأمور شديدة الأهمية. فبدون استخدام لغة الجسد غير اللفظية يفقد الإنسان ما يقرب من 50% من الرسالة المنقولة. ومن خلال زيادة الوعي بلغة الجسد التي يستخدمها كل إنسان، يمكنك معرفة المشاعر والمواقف التي يخفيها المرؤوسون والمشرفون والعملاء وغيرهم ممن يتم التواصل معهم داخل وخارج الشركة. ونتيجة لذلك، فسوف يزداد إحساسك ووعيك لجميع التعاملات التي تتم مع من حولك. وهنا الوعي والفهم المتزايد يؤديان إلى زيادة الثقة والإنتاج.

    إن دراسة لغة الجسد يمكنها أيضاً أن تزيد فهم الآخرين لك، فكلما زادت قدرتك على نقل الرسائل بالشكل الذي يسهل على المتلقي فهمها كما أردت، زادت قدرتك وفاعليتك على التأثير على الناس ومن ثم، حاول أن تعي الرسائل غير اللفظية التي تظهرها للناس. فأنت في إمكانك زيادة التوتر والحد من الثقة من خلال إظهار لغة جسد سلبية أو من خلال عدم الإحساس بالسلوكيات التي يستخدمها الآخرون. إن نتائج عدم فهم سبل التواصل غير اللفظية قد تكون وخيمة على العلاقة الحالية والمستقبلية.

    إن مجموعات معينة من الإشارات والحركات تكشف عما يشعر به الإنسان. وهذه المجموعات تسمى بمجموع الإشارات. وتعتمد كل إشارة يقوم بها الجسد على غيرها من الإشارات. لذلك فإن أي تحليل للغة الجسد التي يستخدمها شخص ما يجب أن تعتمد على مجموعة من الإشارات وذلك ضماناً لأن يكون تفسير لغة الجسد التي يستخدمها ذلك الشخص مفهوماً وواضحاً. ويضمن تفسير مجموع الإشارات أن يكون تحليلاً مضموناً لحالة العقل وذلك إذا ما كانت هذه الحركات متناغمة ومتسقة مع بعضها البعض. بمعنى آخر، أن تتناسب جميع الإشارات /الحركات التي يستخدمها الجسد مع بعضها البعض بحيث تعكس رسالة متحدة ذات مغزى.


    أما إذا لم تكن الحال كذلك، فإن الإنسان يواجه حالة من عدم التناسق والغموض. ومن المعروف أن الضحك يعكس التسلية والاسترخاء. إلا أنه عندما يكون المرء متوتراً ومجهداً، وعندما يتغير الجسم وكأنه يحاول الهرب من موقف مؤسف، فإن مثل هذا الضحك يتغير معناه تماماً ليعكس عدم الراحة أو حتى الخوف. لذلك، فإنه عند تفسير لغة الجسد يجب التركيز على مجموع الإشارات والحركات التي يقوم بها الجسم لا الاعتماد على حركة واحدة. تذكر أن لغة الجسد قد تزيد أو تؤكد أو تنهض أو أن تكون غير مرتبطة تماماً بالكلمات التي يستخدمها الشخص. لذلك، فان قراءة لغة الجسد هي عملية مستمرة من التحليل. 

    ضع تعليق